الى من يحمل أفكار العنصرية في زمن الحقوق والديموقراطية


الى من يحمل أفكار العنصرية في زمن الحقوق والديموقراطية

إن كلام الأستاذ عبد اللطيف وهبي، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب: “مدينة تامسنا ما تصلح غير لشي شلح يبيع فيها الزريعة”، يتضمن كلمة “شلح” ويعني بها “أمازيغي” دون أن يدرك أن معنى كلمة “شلح” تعني في القاموس العربي “شفار أوكشاط”. هذه الكلمة هي نفسها التي تسوقت لها واستعملتها مجموعة محسوبة على ما سمي بالحركة الوطنية الى جانب التعاريف الأخرى مثل التعريف للأمازيغي بالبربري كما أعطيت بعد ذلك التعريف للبربري بدوره بأنه  فقط  هو ذاك الانسان الذي لم يلج يوما المدرسة. وهذا يعني أنه  إنسان أمي لا يتقن القراءة ولا الكتابة. وهذه الإيديولوجية مقصودة  لضرب الإنسان الأمازيغي في الصميم  حتى يحتقر ويتبرأ من هويته ويصبح إنسان بدون هوية يسهل النيل منه.

ولما تسربت هذه المصطلحات والتعاريف المزيفة الى المقررات الدراسية عمدا، تم تكوين أجيالا غير قادرة على التمييز، ومتشبعة بالأفكار المغلوطة  والاديولوجيات غير السليمة. كان الغرض من هذا هو تشكيل نخب أمازيغية هشة وخاضعة، بحيث أن عدد المثقفين الأمازيغيين قضي عليهم في المعارك ضد المستعمر فإلى حدود أواخرالربعينيات من القرن الماضي، كان أناداك الأمازيغي الوحيد الذي حرز على شهادة البكالوريا هو الدكتورعبد المالك أسادن.

في رأيي، إن عبد اللطيف وهبي ليس مدنبا بل إنه حتما من تلك النخب التي  من السهل أن تخطء وتخلط المفاهيم نتيجة  تدريسها في هذه المقررات الدراسية التي تتضمن المغالطات وبالخصوص في مادة التاريخ، والأسوأ هو أنها لا تزال في المدرسة المغربية للأسف الشديد. فمثلا لو أدرجت تامسنا في مقررات التاريخ بالمدرسة المغربية لما أخطأ الأستاذ رئيس فريق الأصالة والمعاصرة لأنه سيدرك أن تامسنا هي أولا إسم أمازيغي وثانيا هي موطن البورغواطيين قبل قدوم الموحدين من الجنوب. لكن ما يثير الغرابة هو أن الهجوم الممنهج على الأمازيغ والأمازيغية  كثر في الأوينة الأخيرة  ولا يقتصر فقط على البعثيين لكن أيضا على دوي الشخصيات الضعيفة والمستلبين والمسترزقين. لهذا راودتني تساءلات حول الموضوع، هل هؤلاء مسخرون للقيام بهذا الدور؟  أم أنهم يقمون بهذا عن غير وعي ؟

لابد لعبد اللطيف وهبي أن يعلم أن الأمازيغ هم سكان هذا البلد مند فجر التاريخ ولم يأتوا عبرالحبشة  ولا من اليمن ولا من الجزيرة العربية كما جاء في أحد النصوص التاريخية لتلك المقرارات المدرسية التي تحمل أفكارا عنصرية وزائفة. إن هذا النص التاريخي المفبرك  لا يختلف  عن “الظهير البربري” الذي يعتبر أكبرأكدبة في تاريخ المغرب، والذي روجت له بقراءة اللطيف المجموعة المسخرة للمستعمر والخائنة لتاريخ المغرب، وذلك لتضليل وتغليط الشعب المغربي بالأفكار العنصرية.

 

محند ميموني عضو المجلس الفيدرالي للكونغريس العالمي الأمازيغي